قوله تعالى: {قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد 28 ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد 29}
  قال: القرين الذي يقول هذا فهو: الصاحب الفاسق، المغوي له في الدنيا، والمشارك له في الإثم، من جني موسوس مغوي، أو إنسي ردي فاجر مؤذي. معنى: {ما لدي عتيد} فهو: ما عندي ولي، مما استوجبه بفعلي. {عتيد} فهو مقيم، وهو عذاب الله الأليم، النازل به وبقرينه، المشارك له في آثامه.
· قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}[ق: ٢٨ - ٢٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ٢٨ ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ٢٩}؟
  فقال: أخبر سبحانه باختصام الفاجر وقرينه، وتلاومه هو ونظيره؛ فكان من رد الله عليهما، حين كان عنهما ما كان من قولهما - أن قال: {لا تختصموا لدي}، يقول: لا تختصموا اليوم عندي. {وقد قدمت إليكم بالوعيد}، يقول: قدمت إليكم بالإعذار والإنذار، والوعيد لهذا النهار، فلم ينفعكما إعذاري، ولم يردعكما عن المعصية وعيدي؛ فاليوم لا يبدل القول لدي، وتبديله فهو: تحريفه، والتحريف فهو: من الكافرين عند تخاصمهم، يقول بعضهم لبعض: هذا بأفعالكم، وهذا بأسبابكم نزل بنا، وحق علينا وعيد ربنا. ويقول الآخرون مثل مقالتهم، وينسبون سبب ذلك إليهم؛ فكل يطرح الذنب على صاحبه، ويحيل الإغواء عليه.