قوله تعالى: {وإذ فرقنا بكم البحر}
  ~ - نبيا مبشرا ومنقذا من الهلكة، بما جاء به من الأحكام، والدين والإيمان، وما أنقذهم به تبارك وتعالى - بإرسال موسى - من الكفر والنيران، وعبادة الأوثان، مع تفضل الله عليهم، وتخليصه لهم من الذل والهوان، والقلة والصغار، من فرعون اللعين، من بعد أن كان يقتل أبناءهم، ويستحيي نسائهم، ويسترق رجالهم، ثم أنقذهم تبارك وتعالى منه عند تبعه لهم، وحنقه عليهم، وطلبه إياهم، وعزمه على إهلاكهم، ففلق الله لهم البحر، فمروا فيه وهم آمنون، ومن كيد فرعون عدو الله وعدوهم مطمئنون، وأنقذهم مما يحاذرون، وأغرق سبحانه آل فرعون، وهم ينظرون.
  · قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْر}[البقرة: ٥٠]
  في كتاب مجموع المرتضى # ما لفظه:
  وقلت: ما معنى قوله ø: {وإذ فرقنا بكم البحر}؟
  ومعناها: فرقنا لكم البحر، وفرقه فهو: ما كان من انفراق الطرق فيه، وتفرق الماء عن الطرق، التي أمضاها الله، ففرق الله لجة البحر بالطرق التي جعلها لهم، فكان في ذلك من عجيب صنع الله تبارك وتعالى، ولطفه وتدبيره: ما حارت فيه العقول، وجل فيه الأمر، وعظمت فيه النعمة عند من عقل وعرف الحق، مع ما أعطى بني إسرائيل في عصرهم، وخصهم به في زمانهم، من الرسل والتأديب والتعليم، وهم في ذلك لا ينتهون ولا يعرفون فضل ما أنعم الله به عليهم، إلا القليل منهم؛ فكان قد فضلهم ø بهذه الأشياء على أهل دهرهم، ولم يعط ذلك أحدا في زمانهم، وكانت تلك حججا لله ثابتة في رقابهم، ونعما من الله سبحانه مؤكدة عليهم، كما قال الله سبحانه: {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم}.
  وقلت: ما معنى قول الله: {وأنتم ينظرون}؟