قوله تعالى: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم 45}
  ø به على الظالمين من أحكامه كفاية للمكافين، ولا يجوز لأحد أن يتعدى إلى المكافئة، وما جعل الله سبحانه من الحكم، ومن فعل ذلك كان من الظالمين، وكل تعد فهو بغي وظلم.
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {وجزاء سيئة سيئة مثلها}؟
  قال محمد بن يحيى ¥: أراد ø بـ {سيئة مثلها}: مما حكم به سبحانه منها، مثل رجل يقتل رجلا، فحكم الله ø عليه بمثل فعله، فقال تبارك وتعالى: {النفس بالنفس}[المائدة: ٤٥]، ومثل رجل يقطع يد رجل ظلما، فيقطع يده، وآخر يقلع عين إنسان، فيقلع عينه، كما قال سبحانه: {والعين بالعين}[المائدة: ٤٥]، ومن جرح جرح، كما قال الله سبحانه: {والجروح قصاص}[المائدة: ٤٥]، فهو من المعتدي ظلم وابتداء، وهو من المستنصف حكم وجزاء.
  · قوله تعالى: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ٤٥}[الشورى: ٤٥]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل}، إلى قوله: {في عذاب مقيم}؟
  فقال: هذه صفة الكافر في يوم الدين؛ أخبر الله بما ينزل بهم فيه من الذل والخزي، ومعنى: {ينظرون من طرف خفي}: ينظرون بطرف خفي، والطرف الخفي فهو: الطرف الذليل، الخاشع العي؛ وقد يدرك ذلك في من نزل به بلاء في