قوله تعالى: {وهذا ملح أجاج}
  والوجه الثاني من الجهاد: يعني به: القتال بالسلاح؛ فذلك قوله: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين}[النساء: ٩٥]، يعني: الذين يقاتلون في سبيل الله. {على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ٩٥}[النساء]، وقال في براءة: {جاهد الكفار والمنافقين}[التوبة: ٧٣]، يعني: بالسيف، ومثلها في: {يا أيها النبي لم تحرم}[التحريم: ١].
  والوجه الثالث من الجهاد: يعني به: العمل؛ فذلك قوله في سورة العنكبوت: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه}[العنكبوت: ٦]، يعني به: من يعمل الخير فإنما يعمل لنفسه. وقال فيها أيضا: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}[العنكبوت: ٦٩]، يقول: عملوا لنا، وقال في سورة الحج: {وجاهدوا في الله حق جهاده}[الحج: ٧٨]، يقول: اعملوا لله حق عمله.
  · قوله تعالى: {وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاج}[الفرقان: ٥٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  الأجاج: الذي قد بلغ في شدة الملوحة ما يخرج به إلى المرارة.
  · قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[الفرقان: ٥٩]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  تأويله: ملكه للأشياء، وارتفاعه عليها واعتلاه، كما يقول القائل: «استوى فلان على ملك فلان»، فـ: «استوى» يريد: ملك ما كان يملك فلان كله سواء.