قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}
  · قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[الإنسان: ٣٠]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت عن قول الله سبحانه: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}؟
  فمعنى ذلك: إخبار من الله أنكم لم تكونوا تقدرون تشاءون شيئا، ولا تكرهوا شيئا دون شيء، لولا أن الله شاء أن يجعل فيكم استطاعة على ذلك ومقدرة عليه، بما ركب فيكم من هذه العقول، التي بها تميزون الشيء عن ضده، وتفرقون بها المخبوب من غيره؛ فبهذه العقول المميزة، التي شاء الله تركيبها فيكم - تستبين شيئا دون ضده، وتركتم شيئا دون غيره، ولولا مشيئته لتركيب ما نلتم به ذلك فيكم - ما كنتم لتقدروا على المشيئة ولا الترك أبدا؛ فهذا معنى ما عنه سألت من هذه الأشياء.
  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي #:
  
  قال الله تبارك وتعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر}، فمعنى {هل أتى} أي: قد أتى، ومعنى {حين} فهو: الكثير الطويل من الدهر. {لم يكن شيئا مذكورا ١}، يقول: لم يكن شيئا يذكر في هذا الدهر الذي غبر، حتى خلقناه، من بعد طول الدهور وكوناه؛ والمعني بذلك فهو: جميع الناس الذين خلقوا من بعد أن لم يكونوا؛ فأراد الله تبارك وتعالى بذكر ذلك: الإخبار لهم بأنه قد كون أولهم من بعد العدم؛ إذ لا شيء من الأشياء، ثم صور آخرهم فيما قدر من الماء المهين، فكل كان ووجد وخلق وقدر بعد العدم الطويل.
  ثم قال: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة}، ومعنى {إنا} هو: نحن، ومعنى {خلقنا} هو: أوجدنا وصورنا، وجعلنا وقدرنا الإنسان من نطفة، والنطفة