قوله تعالى: {فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم}
  يعاقبه عليه، ويأخذه فيه، إلا من ظلم. ومعنى {إلا من ظلم} فهو: مثل ما كان من مردة قريش وفعلهم بأصحاب النبي صلى الله عليه، حين كانوا يعذبونهم ويضربونهم ويأمرونهم بشتم النبي صلى الله عليه، كما فعل بعمار وصاحبه، حين أخذا وأمرا بشتم النبي صلى الله عليه، والبراءة منه ومن دينه؛ ففعل عمار، وكره الآخر، فخلوا عمارا، وقتلوا صاحبه، فكان هذا جهرا بالسوء من القول، ثم عذر الله فاعله، فقال: {إلا من ظلم} بالتعدي عليه بالضرب والهوان، والعرض على القتل؛ فقد أطلق له عند ذلك أن يتكلم بلسانه، ما ليس في قلبه ولا اعتقاده؛ وفيهما يقول الله سبحانه: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}[النحل: ١٠٦]؛ فأخبر الله ø أنه من كفر به معتقدا لذلك، فعليه غضب من الله، ومن تكلم بظاهر من الأمر؛ خوفا على نفسه، وقلبه مطمئن بالإيمان، غير كافر بالرحمن، فهو غير مشرك ولا عاص؛ فكانت هذه الآية مبينة لما في ضمير عمار، من الشح على الإيمان، والصدق في المقال؛ فلم يجز الله ø لأحد أن يتكلم بقبيح، إلا أن يظلم فيتكلم بلسانه ما يدفع عن نفسه، مما ليس من اعتقاده، ولا من مذهبه.
  · قوله تعالى: {فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِم}[النساء: ١٥٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه فيما عبر عن قوم موسى، إذ قالوا: {أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم}؟
  قال محمد بن يحيى #: هؤلاء قوم من بني إسرائيل، سألوا موسى صلى الله