تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}

صفحة 141 - الجزء 2

  الرحمن؟ فلما أن آمنوا زادهم إيمانا، وكذلك يفعل الله بعباده المؤمنين؛ ألا ترى كيف قال: {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ١٣ وربطنا على قلوبهم}؟ فكذلك يفعل الله بمن آمن واتقى، كما يخذل من عند عن أمره وعصى، ولولا ما ركب فيهم من الاستطاعة أولا - ما نالوا زيادة الله لهم في الهدى آخرا؛ ولكن بما جعل فيهم من الاستطاعة ما يقدرون على الطاعة والعصيان، فآثروا الطاعة، ورفضوا المعصية، فصاروا بذلك مؤمنين، فاستأهلوا من الله الزيادة في كل خير، والدفع منه عنهم لكل ضير؛ ألا ترى كيف يقول: {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى}؟ يقول: لما أن عملوا الطاعة؛ بما فيهم من القدرة والاستطاعة - زدناهم من الخير والكرامة.

  · قوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ١٧}⁣[الكهف: ١٧]

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:

  · قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}، معناه: من أراد توفيقه وتسديده؛ لقبوله الهداية الأولى، فهو المهتدي حقا، ومن أضله عن طريق الجنة؛ عقوبة له على عصيانه في الدنيا، فلن تجد له وليا مرشدا يدله إلى الجنة، ويدخله إياها.