قوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون 112}
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون}؟
  قال محمد بن يحيى #: هذا تعريف من الله ø لنبيه عليه وآله السلام بكفر المشركين، وأهل الصدود من المعاندين؛ أخبر ø بما اطلع عليه من قولهم، وعلمه من سرائرهم: أنهم لا يؤمنون أبدا، ولو نزلت عليهم الملائكة حتى يعاينوها، وكلمهم الموتى، وحشرنا عليهم كل شيء قبلا مجموعا، مشاهدا معاينا، حتى يعاينوه ويروه - ما كانوا ليؤمنوا، ولا يرجعوا إلى الله سبحانه ولا يهتدوا؛ للذي قد علم من تصميمهم على الكفر، وبعدهم من الإيمان.
  ثم قال: {إلا أن يشاء الله} إيمانهم قسرا، ويدخلهم في الإيمان جبرا، فأما طوعا من أنفسهم واختيارا فلا يكون أبدا؛ والله تبارك وتعالى فلا يدخل أحدا في طاعته جبرا، وإنما يأمره سبحانه به أمرا، ولا يحمله على معصيته قسرا، ولا يحتم بها عليه حتما، ولو كان ذلك كذلك ما حمد مطيعا، ولا ذم عاصيا، كما لم يحمدهم في ما جبرهم عليه، من صورهم وألوانهم؛ بل أمرهم تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلفهم يسيرا، وأعطاهم على القليل كثيرا.
  · قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ١١٢}[الأنعام: ١١٢]
  قال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #:
  وهذه الآية مما دخل على المجبرة المشبهة فيها؛ لقلة علمهم؛ وتأويل هذا