تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وهو السميع العليم 13}

صفحة 372 - الجزء 1

  مسخ ولا تبديل، ولم يصح بذلك - إذا لم تكن الذات موجودة - خبر ولا قيل.

  · قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ١٣}⁣[الأنعام: من آية ١٣]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  إن سأل سائل عما ذكر الله الكريم في القرآن من قوله: {وهو السميع العليم}⁣[البقرة: ١٣٧، الأنعام: ١٣، ١١٥، الأنبياء: ٤، العنكبوت: ٥، ٦٠]، فقال: ما معنى السميع عندكم، وما معناه في أصل قولكم؟

  قيل له: يخرج ذلك على معان أربعة معلومة، معروفة عند جميع العرب مفهومة:

  فأولهن: أن يكون معنى سميع هو: عليم؛ والحجة في ذلك: قول الرحمن الرحيم: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}⁣[الزخرف: ٨٠]، والسر فهو: ما انطوت عليه الضمائر ولم يبد، فذلك أسر السرائر، والنجوى فهو: ما يتسار به ويخفيه المتناجون، من الكلام والمحاورة فيما يخفون ويكتمون؛ والسر الذي في القلوب فلن يسمع؛ لأنه مستجن لم يبن فيشرح ويسمع، وإنما يسمع ما ترجمه اللسان، وباح به ضمير الإنسان. وإنما أراد ذو الجلال، بما قال في ذلك من المقال: التوبيخ لهم والإخزاء، والتوقيف لهم على ما يأتون به من الخطأ؛ إذ يتوهمون أن الله تخفى عليه خافية، سرا كانت أو علانية، فقال: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}⁣[الزخرف: ٨٠]، يقول: لا نعلم ولا نحفظ من أمرهم، ما يكتمونه من سرهم، ويكنونه في غيابات ضمائرهم.

  والمعنى الثاني، في اسم الواحد البارئ: أن يكون السميع هو: المجيب للداعين، ممن دعاه من عباده المؤمنين؛ والحجة في ذلك: فما حكى الواحد الكريم، عن نبيه زكريا وخليله إبراهيم، حين يقول زكريا: {رب هب لي من