تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين 68}

صفحة 389 - الجزء 1

  من تحت أرجلهم}، فهو مثل الخسف، وما ينزل من متالف الأرض بهم، وذهاب معايشهم، ونقص ثمارهم، وهو سبحانه قادر على ذلك إذا أراد كونه، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، ومعنى: {أو يلبسكم شيعا} فهو: يذلهم ويخرجهم، ويفرقهم حتى يصبحوا بعد العز أذلة، وبعد الجماعة شيعا يتفرقون في الأرض؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا}⁣[الأنعام: ١٥٩]، يقول: من بعد الاجتماع على الدين تفرقوا عن ذلك، ومضوا في سبيل غيره، فمال كل قوم في هوى، والتفرقة لهم والتبديد شيعا، فهو من أشد الذل والهوان، والقلة والصغار، {ويذيق بعضكم بأس بعض}، فهو: بالخذلان لهم والترك من التوفيق، حتى تقع بينهم الشحناء والبأس والبلاء، فيقتل بعضهم بعضا، ويقع عند ذلك العداوة والبغضاء، فيكون اجتماعهم على الباطل سببا لإهلاكهم، وطريقا إلى تبديدهم، ونكاية من الله ø لهم، وإزالة لنعمهم، وإذهابا لعزهم.

  · قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٦٨}⁣[الأنعام]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى #: الذين يخوضون في آياته ø فهم: أهل الشرك، وخوضهم فيها فهو: تكذيبهم بها، وطعنهم عليها، واستهزاؤهم فيها وبها، فأمره الله ø: ألا يقعد معهم، وهذه المخاطبة فلنبيه # وللمؤمنين عامة؛ دلهم سبحانه على أفضل الأعمال، وأدبهم بأحسن الآداب، ونهاهم عن القعود مع الخائضين.

  ثم قال ø: {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}، فنهاه ø: ألا يقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين، ولم يكن