تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم 9}

صفحة 508 - الجزء 2

  استسلم الظالمون للحكم، ودخلوا بعد المصافة في السلم، بإقبال منهم إلى الحق، وإقرار وتولي بغير غلبة عن المحقين، أو فرار لا يتحيزون فيه إلى فئة أو رجال، ولا ينحرفون به لمنازلة أو قتال - كف في هذه الحال، وازدجر عن مدبرهم. قال يحيى بن الحسين ~: وأيما أسير قامت عليه البينة بأنه قتل من المسلمين قتيلا قتل به، وإن جرح أقيد منه. قال: وإن لم يكن قتل ولا جرح، وتاب وظهرت توبته - وجب على الإمام أن يخليه، إلا أن يخافه فيحبسه، وكذلك لو خاف غيره من جميع الناس - وجب له حبسه.

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ٤ سيهديهم ويصلح بالهم ٥ ويدخلهم الجنة عرفها لهم ٦

  فقال: معنى {فلن يضل أعمالهم} هو: لن يبطلها، ولن يلتهم إياها؛ بل سيجازيهم عليها، ويعظم لهم الأجر فيها. ومعنى: {سيهديهم} هو: يهديهم إلى دار ثوابه، ويصيرهم إلى ما أعد لهم من دار كرامته. ومعنى: {يصلح بالهم} فهو: يصلح حالهم؛ البال: الحال والأمر. ومعنى: {عرفها لهم} فهو: طيبها لهم، وتطييبه لها فهو: جمعه فيها للخيرات التي هي مجموعة فيها، حتى طابت لأهلها بوجودهم كلما يحبون فيها.

  · قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٩}⁣[محمد: ٩]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {فأحبط أعمالهم}، فقلت: ما هذه الأعمال