قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق 181}
  الطيب}؛ ففرض الله سبحانه على نبيه - صلى الله عليه - وعلى من معه الجهاد؛ فأماز أهل الشرك والارتياب، وبانوا لجميع أهل الدين في الألباب، فعرفوا بكذبهم، واستدل عليهم بغشهم، ونفذ المؤمنون لطاعة ربهم، مصممون في مرضاة خالقهم، لم يشكوا في دينهم، ولم يرتابوا في بصائرهم؛ بل زادهم ذلك إيمانا ويقينا، وهدى وعزما، فميز الله بما افترض من جهاد أعدائه؛ وقد كانوا عند الله من المميزين، وهو بهم عالم، وعلى سرائرهم مطلع؛ ولكن أبانهم لنبيه - صلى الله عليه -، وميزهم للمؤمنين ولجميع الصالحين؛ فكان من المنافقين ما قد بلغك في خروج النبي - صلى الله عليه - إلى بدر، ورجوعهم عنه، وما كان من عبدالله بن أبي سلول المنافق، من الرجوع بكثير من الناس عن رسول الله #، فلم يضر بذلك إلا نفسه، وتولى الله النصر لنبيه صلى الله عليه، وأظهر كلمته، ولو كره المشركون، {وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
  · قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ١٨١}[آل عمران: ١٨١]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق}؟
  قال محمد بن يحيى #: هذا إخبار من الله ø بقول الفاسقين، الظلمة المتمردين، وما يقولون به في رب العالمين؛ والقائل لذلك فهم: المشركون الجاحدون لله، المنكرون لنبيه صلى الله عليه، من أهل الكتاب اليهود، ومن