تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير 41}

صفحة 486 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٤١}⁣[الأنفال: ٤١]

  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  فأما السهم الذي لله: فيصرفه الإمام في أمور الله، وما يقرب إليه، مما يصلح عباده، من إصلاح طرقهم، وحفر بيارهم، ومؤونة قبلتهم، وما خرب من مساجدهم، وإحياء ما مات من مصالحهم، وغير ذلك مما يجتهد فيه برأيه، مما يوفقه الله فيه لما لا يوفق له غيره. وأما السهم الذي لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو: لإمام الحق، ينفق منه على عياله، وعلى خيله، وعلى غلمانه، ويصرفه فيما ينفع المسلمين، ويوفر أموالهم. وأما سهم قربى آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو: لمن جعله الله فيهم، وهم الذين حرم الله عليهم الصدقات، وعوضهم إياه بدلا منها، وهم أربعة بطون: وهم آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، ويقسم بينهم ذلك قسما سواءا الذكر فيه والانثى، لا يزول عنهم أبدا؛ لأن الله سبحانه إنما أعطاهم ذلك لقرباهم من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومجاهدتهم معه، واجتهادهم له، ولا يزول عنهم حتى تزول القرابة، والقرابة فلا تزول عنهم أبدا، ولا تخرج إلى غيرهم منهم؛ وهذه الأربعة البطون فهم: الذين قسم عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الخمس؛ وقد روي لنا: أنه أعطى في الخمس بني المطلب، فبلغنا عن جبير ابن مطعم، قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سهم ذي القربى بين بني هاشم وبني المطلب أتيته أنا وعثمان، فقلنا: يا