قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني}
  · قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي}[البقرة: ١٥٠]
  في كتاب مجموع المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى #: معنى: {لئلا يكون للناس عليكم حجة}: فليس لأحد في حكم الله ولا أمره حجة، ولا فيما تعبد به قول ولا معارضة، ومعنى قوله ø: {إلا الذين ظلموا منهم} فهو: ولا الذين ظلموا منهم، ولم يرد بقوله هاهنا: استثناء، وإنما أراد به: النسق، فليس لهم أيضا حجة؛ لأن الله يتعبد خلقه، ويأمرهم بما كان له فيه طاعة، فقال: {إلا الذين ظلموا}، فخرج ظاهر اللفظ: يثبت لهم حجة، والعرب تطلق هذا في كلامها، وهو في كتاب الله ø فموجود، كما قال سبحانه: {لا أقسم}، وإنما أراد: ألا أقسم، فطرح الألف وهو يريدها، والعرب تثبتها في الشيء، وهي لا تريدها، كما قال تبارك وتعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين}، وإنما أراد: وعلى الذين لا يطيقونه، فطرح «لا»، وهو يريدها، وإنما أراد سبحانه: لئلا يكون للناس عليكم حجة، ولا الذين ظلموا، فأثبت الألف، وهو لا يريدها.
  وقوله ø: {فلا تخشوهم واخشوني} فالخشية: قد تكون من الأذية والكلام، والبطش والقتال؛ فأمرهم الله ألا يخشوا الخلق، ولا يهابوهم، ولا يدارون الظلمة، ولا في الله سبحانه يتاقونهم، وأن تكون خشيتهم لله سبحانه، وقصدهم إياه، والطلب منهم لرضاه.