تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {حم 1 عسق 2 كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم 3 له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم 4 تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم 5}

صفحة 476 - الجزء 2

سورة الشورى

  

  · قوله تعالى: {حم ١ عسق ٢ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٣ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٤ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥}⁣[الشورى: من ١، إلى: ٥]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قوله سبحانه: {حم ١ عسق ٢}، إلى قوله سبحانه: {ألا إن الله هو الغفور الرحيم ٥

  فقال: {حم ١ عسق ٢}: حروف تولى الله علمها، لم يبينها لأحد من خلقه؛ إذ ليس له فيها أمر ولا نهي، ولا فرض ولا أمر تعبد به عباده، يحتاجون إلى علمه ومعرفته. {كذلك يوحي إليك}: إخبار من الله تبارك وتعالى: أنه الذي يوحي إليه، وإلى جميع الأنبياء الذين كانوا قبله. {تكاد السموات يتفطرن من فوقهن}، معنى ذلك: إجلالا وإعظاما، وإكبارا وألما؛ لما فعل المكذبون بآيات الله ووحيه، ووعده ووعيده، وما نزل من جميع أخباره؛ فيقول سبحانه: لو كان في السموات تمييز وفهم لما قالوا، وبه كذبوا - لتفطرن؛ إجلالا لله وإعظاما، وإكبارا لما جاء به المشركون من تكذيب قول الله، والصد عن آيات الله. ثم أخبر