قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين 8}
  المنكر ولله عاقبة الأمور}[الحج: ٤١].
  · قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٨}[الممتحنة: ٨]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}؟
  قال محمد بن يحيى #: هذا تبيين من الله ø للمؤمنين، وإعلام بمن حظر عليهم معاشرته من الفاسقين، ومن أطلق لهم مكاونته من المخالفين؛ فنهاهم ø عن الذين حاربوهم، وأدخلوا عليهم، واستجلبوا العدو إلى حربهم، وطلبوا الغوائل، ولم ينههم تبارك وتعالى عن من كان غير محارب لهم، ولا موجف عليهم، ولا مكاون لعدوهم؛ والقسط فهو: العدل وترك الظلم؛ فأمر نبيه صلى الله عليه وآله والمؤمنين معه أن يقسطوا في من وفى بعهدهم، ويبروا من لم يشهر نفسه بعداوتهم، وكان منصفا لهم؛ فهذا معنى الآية وتفسيرها.