تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير 12 يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور 13}

صفحة 369 - الجزء 2

  الله عليه أول من عمل الدروع، وهدي إلى عملها، ووفق لتقديرها.

  · قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ١٢ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}⁣[سبأ: ١٢ - ١٣]

  وفيه أيضا، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ولسليمان الريح غدوها شهر} إلى قوله: {وقليل من عبادي الشكور

  فقال: هذا ذكر من الله سبحانه لما أعطى سليمان صلى الله عليه، من تسخير الريح له، وائتمارها بأمره، ولسيرها به وبمن أراد: شهرا في غدوته، وشهرا في روحته، فكانت تسير كذلك به، تحمله ومن أحب من عسكره. {وأسلنا له عين القطر}: أذبنا له عين القطر، والقطر فهو: النحاس؛ فأذابه الله وأخرجه، ومكنه منه وسهله، حتى كان يعمل منه كما يريد، تماثيل وجفان وغير ذلك من آلات الصفر⁣(⁣١). ثم أخبر بما سخر له من طاعة الجن، وأمرهم به من اتباع أمر سليمان، فكانوا يعملون له كما ذكر الله، مما كان يأمرهم به. ثم أخبر أن من عصى الله بمعصية سليمان منهم فزاغ - أذاقه الله العذاب الذي أوجبه على العصاة منهم.


(١) قال في القاموس المحيط وشرحه تاج العروس: «(والصُّفْرُ بالضّمِّ: من النُّحَاسِ): الجَيّد. وقيل: هو ضَرْبٌ من النُّحَاسِ. وقيل: هو ما صَفرَ منه. واحدتُه: صُفْرَة، (وصانِعُه: الصَّفَّارُ). الصُّفْرُ: (الذَّهَبُ)». والمراد هنا: النحاس.