تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا 43}

صفحة 386 - الجزء 2

  يسع كفره، ولهذا قلنا: إن واحدهم $ متعبد بما لم يتعبد به واحد غيرهم، من منابذة الظالمين، ومقاتلة الفاسقين، وتجييش الجيوش، وأخذ الأموال ممن وجبت عليه طوعا وكرها، وتعليم الناس معالم الدين، إلى غير ذلك من أعمال الإمامة التي قدمنا ذكرها، وواحد غيرهم إذا انتهى في الفضل تعبد بتعليم ما بينهم، دون غيره.

  · قوله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ٤٣}⁣[فاطر: ٤٣]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  معنى: {هل ينظرون إلا سنة الأولين} يقول: هل ينظر صاحب المكر السيئ، والمعصية لله العلي، إلا أن يأتيه ما أتى الأولين، الذين كانوا فيما كانوا فيه الأولون من المعاصي، من إحلال النقم بهم، وإزالة النعم عنهم؛ فهذا سنة الأولين، وهذه سنة الله التي لا يوجد لها تحويل ولا تبديل، يريد: حكم الله الذي حكم به في الأولين، وسننه في أهل المعاصي منهم، من إنزاله النقم عليهم؛ فهذا شيء لا يحول من أهل المعاصي والذنوب، فكان ذلك من الله في الزمان الأول على صنوف فيمن عصاه، وهو اليوم في أمة محمد صلى الله عليه وآله على صنوف أخر، تنزل بمن عصى منهم، وتحل بمن اجترأ على ربه، فكان العذاب في الأولين يكون بالمسخ والقذف، والخسف والرجز، وهو في أمة محمد #: بالجوع والهلكة، والخوف والسيف، والقتل والموت، ثم يضطرهم إلى عذاب النار؛ وبئس المصير.