قوله تعالى: {يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون 26}
  بغوايتي؛ فيكون بمعنى الحكم والتسمية؛ كما يقال: أضللتني: أي حكمت بضلالتي، وسميتني ضالا، على ما تقدم تحقيقه.
  وقيل: مذهب إبليس الجبر، والمجبرة أتباعه؛ وقد رد الله عليه قوله حين لعنه، وأوجب عليه العذاب، حيث يقول: {قال اخرج منها مذءوما مدحورا}[الأعراف: ١٨]، مذءوم: قيل: هو الاحتقار. وقيل: بمعنى مذموم. والمدحور: هو المبعد من رحمة الله. وقال تعالى في الآية الأخرى: {وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين}[الحجر: ٣٥].
  · قوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ٢٦}[الأعراف: ٢٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  واللباس: ما وارى العورات وغطاها، والرياش: فزيادة اللباس على ما سترها وواراها. ومما أوجبنا له ذلك أيضا - ما أوجبه الله تبارك وتعالى منه على بني آدم، ففرضه عليهم فرضا، فقال سبحانه: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}[الأعراف: ٣١]، فأمر تبارك وتعالى جميع الناس بالأخذ عند كل مسجد لزينة اللباس، وفيما قلنا به من هذا من منزل القرآن - ما كفى وأغنى كل ذي رشد وإيمان.
  ولا يجوز لأحد أن يصلي شيئا من صلاته - بشيء سرقه، من ماء ولا لباس؛ لأن الله سبحانه قد حرم الصلاة عليه به، كما حرمها عليه بغيرها من الأنجاس.