تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل 62}

صفحة 456 - الجزء 2

  وحقه، وهذا ظاهر. وعن مجاهد: {في جنب الله}، أي: في أمر الله. وقيل: {في جنب الله}، أي: في قربه وجواره، وهو الجنة، ومنه: {الصاحب بالجنب}، أي: بالقرب. وقيل: في طريق الله التي أمر بها. وعلى هذا: الجنب: الجانب، أي: الجانب الذي يؤدي إلى رضى الله تعالى.

  · قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ٦٢}⁣[الزمر: ٦٢]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل

  معنى ذلك: أن الله تبارك وتعالى خالق كل شيء من فعله، لا من أفعال غيره؛ فأفعاله بائنة من أفعال خلقه، وأفعال خلقه بائنة من فعله، وأفعال الله في خلقه بائنة متلاحقة، يلحق آخرها أولها، ويثبت أولها لآخرها، وأفعال الخلق فغير متلاحقة؛ بل هي أعراض متباينة متفاوتة، لا يلحق آخرها أولها، ولا يدخل في ثاني منها إلا بعد انقضاء الأول؛ فهذا الفرق بين أفعاله وأفعال خلقه، والله - كما قال سبحانه - خالق كل شيء موجود متلاحق، برئ من خلق ما لا يتلاحق؛ فما كان متلاحقا فهو فعل الله، والله خلقه، وما كان غير متلاحق لا يلحق أوله آخره فذلك فعل غيره، لا فعله، تبارك وتعالى عن فعل أفعال المخلوقين؛ وكيف يخلق أفعالهم أو يفعلها، وفيها الغشم والظلم والجور، والله برئ عن فعل ذلك، متقدس عن أن يكون كذلك؛ فلو جاز أن يكون خلق ما يفعلون - كان فاعلا لكل ظلم فعلوه، أو جور أحدثوه، أو عظيمة جاؤوا بها، ولكان هو الفاعل له دونهم؛ إذ كان الموجد له لا هم؛ فافهم - هديت - ما ذكرنا، وقس كل ما أتاك من هذا كما شرحناه. {على كل شيء وكيل}، والوكيل هو: المحاسب الرقيب،