قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين 19}
  كان من فعل الله - فهو منسوب إلى الله؛ لأن هذا الكلام خلق الله، فلما أن كان من الله، وفعل الله - نسب إليه، كما يقال: سماء الله، وأرض الله، وعبد الله.
  · قوله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ١٩}[التوبة: ١٩]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #، عند ذكره لبعض فضائل أمير المؤمنين علي # ما لفظه:
  ويقول تبارك وتعالى فيه، وفي العباس بن عبد المطلب، عندما كان من تشاجرهما في الفضيلة، فقال العباس: أنا ساقي الحجيج. وقال علي #: «أنا السابق إلى الله ورسوله»، فأنزل الله ø في ذلك: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم}، وكان سبب ما أنزل الله من ذلك: أن العباس بن عبد المطلب | ذكر فضل ما في يده، وما يظهر من عمله، من سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، وذكر أمير المؤمنين قديم إسلامه وهجرته واجتهاده في جهاد أعداء ربه، وبذله مهجته لله ورسوله؛ فقضى الرحمن بينهما، وبين الفصل بين فضيلتهما، بما ذكر وقال في كتابه؛ ولو ذهب أحد يصف ما لأمير المؤمنين # في واضح التنزيل، من الذكر الجميل - لعسر عليه ذكره، وطال عليه شرحه؛