قوله تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون 48}
  وقال في شرح الرسالة الناصحة للإخوان للإمام عبد الله بن حمزة #، في سياق كلام عن علم أهل البيت $:
  وكذلك قوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ٤٣}، انعقد إجماعهم وهو حجة أنهم المرادون بذلك، ودليله ظاهر في الكتاب، في قوله تعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا ١٠ رسولا يتلو عليكم آيات الله}[الطلاق: ١٠، ١١]، فسمى النبي ÷: ذكرا؛ ولا خلاف في أنهم: أهله.
  · قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ٤٨}[النحل: ٤٨]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  هذا إخبار من الله سبحانه عن عظيم الآية التي جعل، وكثير دلائله التي أنزل في الظلال، من تفيئها بالغدو والآصال؛ فيكون القمر(١) بالغدو: شرقا، وبالعشي: غربا، يتقلب بقدرة الله فيما جعل(٢)؛ من مسير الشمس في فلكها، وتقلبها بقدرة الله في حورها. ومعنى {سجدا} فهو: مسجدا لمن اعتبر من المؤمنين، وعقل ما فيه من آيات رب العالمين؛ وقد تقدم شرح سجود الأشياء في غير هذه المسألة. ومعنى داخرين فهو: صاغرون مضطرون، بما في الذي أسجدهم من الحجج لله والدلائل عليه، لا يجدون بدا من الإقرار به والمعرفة له.
(١) هكذا في النسخ، ولعل بدل: «القمر»: «الشمس»؛ ليستقيم الكلام؛ تأمل.
(٢) في نسخة: وبما جعل.