قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}
  لأزيدنكم من فضلي، ولأضاعفن لكم ثوابي، ولئن كفرتم نعمتي، وعصيتم أمري، وعندتم عن طاعتي لأعذبكم عذابا شديدا.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}[النساء: ٩٤]
  قال في كتاب الأحكام:
  قال ø تحذيرا للمؤمنين، وتأكيدا منه عليهم في التحفظ - إذا ضربوا في الأرض - من قتل المؤمنين، فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة}، فيقال: إن هذه الآية نزلت في أسامة بن زيد، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أرض غطفان، ولم يكن بالمؤمر على السرية، فبلغ غطفان خبرهم؛ فهربوا، وتخلف رجل من غطفان، يقال له: مرداس بن نهيك، فلما رآهم خافهم، وألجأ غنمه إلى كهف في الجبل، ثم استقبلهم، فسلم عليهم، وشهد بشهادة الحق، فحمل عليه أسامة فطعنه، وأخذ ماله، فنزل جبريل، فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خبره؛ فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جعل صاحب السرية يثني على أسامة، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم معرض، حتى إذا فرغ الرجل قال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «يا أسامة، قال الرجل: لا إله إلا الله، فقتلته؛ كيف لك بلا إله إلا الله»، فقال: يا رسول الله، إنما قالها تعوذا منا، قالها بلسانه، ولم يكن لها حقيقة في قلبه؛ فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أفلا شققت عن قلبه، فنظرت ما فيه»، فقال: إنما قلبه بضعة من جسده. فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم، وحسابهم على الله».