تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ 15}

صفحة 239 - الجزء 2

سورة الحج

  

  · قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ١٥}⁣[الحج: ١٥]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ

  فقال: يريد سبحانه بذلك: التوقيف لمن كان شاكا في نصر الله لنبيه، وإعلامهم أنه لا يغني كيدهم في نبي الله شيئا، فضرب لهم هذا المثل، يقول: من كان شاكا في أمره، حاسدا له، مغتاظا عليه - {فليمدد بسبب إلى السماء}: إن قدر على ذلك، {ثم ليقطع}، ومعنى: {ليقطع} فهو: ينفذ ما قدر عليه من كيده لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله، ثم لينظر: هل يذهب ذلك الفعل إن قدر عليه، وهذا الكيد الذي يكيد به رسول الله صلى الله عليه وآله - ما يغيظه من أمر النبي صلى الله عليه وآله ويغمه؛ ولن يقدر لو فعل ذلك وناله، على إذهاب شيء مما يغيظه من أمر رسوله صلى الله عليه وآله؛ إذ السبب الذي غاضه منه هو: من الله سبحانه؛ عطاء لنبيه وكرامة، وإحسانا منه إليه ورحمة؛ فلن يزيله كيد كائد، ولا عناد معاند.