قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها 30}
  يروا أو يكون مثلا لما رأوا فدفعوه - جاز عندهم لفرعون ولهم في فرعون ما ادعوه؛ فنحمد الله الذي حسر كل من أيقن أو تحير، عن أن يدعي من صنعه وإن جهله صنعا، فيكون فيه لشبهة أو تحير لمبطل مدعى، وإن كان أثر التدبير فيه بأنه صنع مصنوع باديا، وكان هدى الله فيه لمن لم يهتد إليه بالهدى مناديا، فنداؤه بإحداث الله له أعلى من كل علي، وتبديه بأنه صنع لله وتدبير أبدى من كل جلي؛ فتبارك الله أحسن الخالقين خلقا، وأحق جميع الحقائق متحققا، الذي لم يزل ولا يزال، ومن له الكبرياء والجلال، رب الأرباب المعظمة، وولي كل إحسان ونعمة، الأول الذي ليس كمثله شيء، وهو القوي العزيز القهار الغلاب؛ {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}[آل عمران: ٨]، وصل على جبريل أمينك، وعلى ملائكتك المصطفين، وعلى محمد رسولك، وعلى جميع الرسل والنبيين؛ والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد خير خلقه أجمعين، وأهله الطاهرين وسلامه.
  · قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠}[النازعات: ٣٠]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:
  أخبرنا العلوي، قال: حدثنا ابن النجار، قال أخبرنا إسحاق بن محمد المقري، وعبد العزيز بن يحيى الجلوذي، قالا: أخبرنا محمد بن سهل، قال: حدثني عبد الله، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلاء، قال: سمعت رجلا سأل زيدا # عن قول الله جل ثناؤه: {والأرض بعد ذلك دحاها ٣٠}: كيف جاز أن يقول: {والأرض بعد ذلك دحاها ٣٠}، والأرض قبل السماء خلقها؛ لقوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء}[البقرة: ٢٩]؟
  قال الإمام زيد بن علي عليهما الصلاة والسلام: المعنى في ذلك على وجهين: