تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 141}

صفحة 428 - الجزء 1

  حتى يبينه، ويدعوهم إلى تركه، ثم يأخذهم عند كراهتهم لأمره، وبعدهم عنه، وثباتهم على ضده، فعند ذلك يستوجبون من الله ø البلاء.

  · قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ١٤١}⁣[الأنعام: ١٤١]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات

  قال محمد بن يحيى ¥: معنى أنشأ فهو: خلق وجعل هذه الجنات التي ذكرهن سبحانه، فالمعروش منها: ما كان مثل العنب يعرش تحته ويرفع، فقال سبحانه: إن مما خلقنا من هذه الجنان: ما هو معروش؛ فدل عليه بعينه، والعنب فلا ينتصب باسقا في السماء، وإنما يذهب على الأرض منبسطا، فلما أن كان كذلك لم يكن له بد من العرش والرفع من الأرض، وإلا فسد حمله وتغير أكله.

  وغير معروشات: فهو ما كان من الأشجار، مثل: النخل، والرمان، وما أشبه ذلك مما ينتصب، ولا يعرش تحته؛ كل ذلك خلق الله سبحانه، وإقامة حجة منه على عباده، ونعمة وتفضل على بريته، وإنعام عليهم؛ ليشكروه ويذكروا آلاءه ويحمدوه، وقليل من عباده سبحانه - كما قال - الشكور.

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وآتوا حقه يوم حصاده