تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين 61}

صفحة 164 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}⁣[آل عمران: ٦١]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى #: هذه نزلت في نصارى نجران، أيام وفدوا إلى النبي ÷، فلما أن بين لهم الحق، وأوضح لهم الصدق، وكابروه وجاحدوه من بعد أن قام الحق عليهم، وثبتت الحجة في رقابهم، حتى كان من قولهم: أن أجروا ذكر المباهلة؛ وذلك أن المباهلة كانت في سالف الدهر، وعند اختلاف أهل الباطل والحق، فكانوا إذا تباهل الحزبان أنزل الله العذاب على الكاذب منهما، فأنزل الله سبحانه على محمد ÷ أن قال لهم: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين}، فلما أن وعدهم النبي ÷ المباهلة، وغدوا إليه لذلك، فيقال: إن الشيطان تشبه لهم، أو ناداهم بصوت أسمعهم، فقال: إن باهلكم محمد بأصحابه كافة فباهلوه، وإن باهلكم بنفسه وابن عمه وولده، فلا تباهلوه فتهلكوا. فلما أن خرج ÷ لمباهلتهم - خرج معه علي والحسن والحسين وفاطمة $، فلما رأوهم معه خصوصا منفردين من غيرهم جبنوا عن مباهلته، ورجعوا خائبين، وبالذلة والصغار معترفين؛ فضرب رسول الله ÷ عليهم الجزية، وهي: ما بلغكم من الأواق والحلل.