سورة الزلزلة
سورة الزلزلة
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  وسألت أبي ~ عن: قول الله سبحانه: {إذا زلزلت الأرض زلزالها ١ وأخرجت الأرض أثقالها ٢}؟
  فتأويل {زلزالها} هو: ما ينزل بها وبأهلها، من أمر الساعة وأهوالها. وفي ذلك ما قلنا به من بيانه: ما يقول الله سبحانه في يوم الساعة وأهواله: {ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ١}[الحج]، ومن بيان ما قلنا به في الزلزلة من القول، وأنه من الشدائد والهول: قول رب العالمين، عند نزول الشدة والهول في يوم الأحزاب بالمؤمنين: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ١٠ هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ١١}[الأحزاب].
  تأويل إخراج الأرض لأثقالها فهو: طرحها لما كان عليها من أحمالها، والأثقال هي: الأحمال، وأحمال الأرض: فما جعل الله عليها، وكان من الثقل - الذي هو الإنس - ساكنا فيها، من ميت وحي، وفاجر وتقي؛ وكيف لا تكون مخرجة لهم منها، وكلهم فمنتقل إلى دار القرار عنها؟! وأرض الحياة الدنيا - فأرض بائدة فانية، وأرض دار القرار - خالدة باقية؟! ومن أثقال الأرض: من في قبورها، ومن كان من الموتى على ظهورها. فمن كل ذلك طائعة تتخلى، من قبل أن تبيد وتبلى؛ وفي تخليها من ذلك كله، وإخراجها عنها له: ما يقول الله ﷻ، من أن يحويه قول أو يناله: {وإذا الأرض مدت ٣ وألقت ما فيها