تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون 70}

صفحة 390 - الجزء 1

  # يغشى حلقهم ولا مجالسهم، وإنما كانوا يغشونه ويقعدون عنده، فإذا وعظهم وتلا عليهم ما أنزل الله سبحانه إليه - خاضوا فيما لا يجوز من الأقوال، وتكلموا بالباطل والمحال؛ فأمره الله سبحانه عند ذلك بالقيام عنهم، والمجانبة لهم، من بعد ما كان من إقامته عليهم للحجة.

  · قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ٧٠}⁣[الأنعام]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، في سياق كلام عن وجوب الهجرة للظالمين ما لفظه:

  وفي ترك مقاربتهم، وإيجاب مجانبتهم، وما أمر الله به الرسول صلى الله عليه وآله والمؤمنين من مهاجرتهم - ما يقول الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وعلى آله: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به}، يقول سبحانه: بمهاجرتك لهم، ففيها تذكير لمن يعقل منهم، إن أبصر هداه ورشده، أو كان شيء من الخير عنده، ولا تجلس معهم، ولا يجمعك من المقاعدة ما يجمعهم؛ إذ كانت مقاعدهم مقاعد لهو ولعب واستهزاء؛ فإن ذلك إذا كان كذلك يمنعهم من الذكر لما تذكرهم به من الأشياء، وفي تركك لهم، وإعراضك عنهم - ما فيه تذكير لمن عقل منهم؛ ولم يذر الظالمين: من جاورهم، وحل وسكن دارهم.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم