تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد 23 أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون 24}

صفحة 451 - الجزء 2

  شربن بماء البحر ثم ترفعت ... لدى لجج خضر لهن نئيج

  فقال: «لدى»، وإنما أراد: على.

  · قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٢٣ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ٢٤}⁣[الزمر: ٢٣ - ٢٤]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها}، إلى قوله: {ذوقوا ما كنتم تكسبون

  قال: كذلك الله سبحانه نزل أحسن الحديث، ومعنى أحسنه فهو: أحكمه، والحديث فهو: الخبر من توراة أو إنجيل، أو زبور أو فرقان. وأخبر أنه أحكم الكتب وأقومها، وأفضلها لديه وعنده، وهو كتاب محمد صلى الله عليه وآله. ومعنى قوله: {متشابها} فهو: متشابه التنزيل، محكم التأويل، {مثاني} فهو: مكرر الإعذار والإنذار، والأمر والنهي؛ لإثبات الحجة، وتمام النعمة. {تقشعر منه ...}، يريد: تقف منه؛ هيبة وإجلالا، وتصديقا وتعزيزا عظيما - جلود الذين آمنوا واتقوا ربهم، وخشوا وعيده، وطلبوا وعده، {ثم تلين} من بعد الفزع والهيبة، ومعنى {تلين} فهو: تطمئن قلوبهم وتخفض؛ ثقة بوعد الله. ثم أخبر سبحانه: بما يؤتي من كان كذلك من الهدى؛ جزاء على ما اختار من التقوى،