تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن الله يغفر الذنوب جميعا}

صفحة 454 - الجزء 2

  الوقتين، وأنه يحبس روح البدن الذي قضى عليه الموت عن الرجوع إلى بدنه، ويرسل روح النائم الذي لم يقض عليه الموت، فيرجع {إلى أجل مسمى}، يقول: إلى وقت معلوم، كما كان للآخر، فإذا جاء الوقت لم يرجع الروح بعد خروجه من البدن. ثم أخبر: أن في ذلك لآيات للمتفكرين، ودلائل على الله للمستبصرين؛ وأي دلالة أو أية أدل على الله، من روحين يخرجان من بدنين، فيمسك أحدهما، فيذهب روحه عن بدنه، ويصير إلى موته، ويرجع الروح الآخر إلى مكانه إلى يوم مفهوم، وقدر عند الله معلوم؟! وهذا ما لا يجهل دلائله من فعل الله إلا أعمى جائر عن الله، أو مشرك جاحد لآيات الله.

  وقال # في موضع آخر منه:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها

  هذا إخبار من الله سبحانه: بأنه القابض للأرواح، المخرج لها، وأنه لا يقبضها ويتوفاها غيره عند وقت وفاتها، وبلوغ مدى موتها. وقوله: {والتي لم تمت في منامها} فهو: ما يورد عليها من النوم المزيل للروح من البدن؛ لأن النائم عند نومه يخرج روحه من بدنه، وتبقى نفسه في جسده؛ فأخبر: أنه يتوفى الروح عند الوفاة، وعند المنام، وهو الجوال في البدن، فلما أن كان كل ذلك من الله وبه - جاز أن يقول: يتوفاهما بخروجهما في وقتهما هذين: عند الموت، وعند النوم.

  · قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}⁣[الزمر: ٥٣]

  قال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:

  المراد به: مع التوبة؛ لأنه ذكر عقيب هذه: الإنابة، بقوله: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب}، فشرط التوبة.