قوله تعالى: {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون 28}
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}، إلى قوله: {أفلا تذكرون}؟
  فقال: هذا إخبار من الله تبارك وتعالى عن من عبد ما يهواه من الأشياء، فجعل إلهه هواه. {وأضله الله على علم}: منه به، ومعنى: {على علم} فهو: على علم منا بأفعاله وأخباره، وعبادته ما يهوى من الأشياء دون ربه، فلما أن علم منه ذلك أضله، ومعنى {أضله} فهو: خذله، وسماه بالضلال، وأخبر عنه به. ومعنى: {ختم على سمعه} هاهنا في هذه الآية، {وقلبه وجعل على بصره غشاوة} فهو: بالخذلان له، وترك التسديد له لما يسدد له المؤمنين، لا أنه فعل به شيئا من ذلك، ولا حال بينه وبين الاهتداء؛ تقدس الله عن ذلك وتعالى. {فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}، يقول: من يوفقه للصواب إن يخذله الله، أو يرشده إن تركه الله؛ أفلا تذكرون في ذلك، فتعلمون في ذلك: أنه لا هادي لمن خذله الله، ولا مرشد لمن لم يرشده الله.
  · قوله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٢٨}[الجاثية: ٢٨]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون}؟
  فقال: معنى {جاثية} هي: باركة على ركبها، منتظرة لما يكون من حكم الله فيها، ومعنى: {تدعى إلى كتابها} هو: توقف عليه، وتدعى إلى جزائه، خيرا فخيرا، أو شرا فشرا، ومعنى: {كتابها} فهو: ما علم من فعلها، تجازى عليه، وتدان به.