قوله تعالى: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم 4 سيهديهم ويصلح بالهم 5 ويدخلهم الجنة عرفها لهم 6}
سورة محمد
  
  · قوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ٤ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ٥ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ٦}[محمد: ٤ - ٦]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #، بعد ذكره للآية ما لفظه:
  ولا يكون من أبدا ولا فداء، إلا من بعد الحبس والوثاق، غير ما شك؛ وبذلك جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهم، إذ بيتوا ليلة بدر في الرباط والوثاق، فكان لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعمه في تلك الليلة من القلق والأرق ما قال له عمر - فيما يقال ويذكر -: ما لي أراك يا رسول الله منذ الليلة أرقا، وفي ليلتك هذه كلها ساهرا قلقا؟ فقال له صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وما لي لا أقلق، وأنا أسمع منذ الليلة أنين عمي في الأسرى»؛ فلو كان الحق عنده غير حبس الأسير بعد الأسر - لأمر بتخلية عمه أمرا، فلو لم يجز حبس الأسير إذا لم يؤمن سنة تامة - لما جاز حبسه ليلة كلها؛ بل ساعة واحدة؛ وليس ينبغي للمؤمنين: أن يأسروهم حتى يخزوهم ويثخنوهم، بالقتل منهم وفيهم، بالظهور البين عليهم، فإذا قتلوا وطردوا، وغلبوا وقهروا - ارتبطوا حينئذ وأسروا، فإن