قوله تعالى: {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
  إلا ترك لسان قومه، وتكلم بلسان العرب؛ هذا لتعرف - إن شاء الله -: أن الله قد فضل القبائل بعضها على بعض في ألوانها وألسنتها، وتسخير الله بعضها لبعض، ثم جعل الله جل ثناؤه - أفضل القبائل حين فضل بينها في النعم لبني إسرائيل - وهم: قبيلة واحدة وبنو أب - فضلا على قبائل بني آدم في زمانهم الذي كانوا فيه، فقال: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين}[الجاثية: ١٦]، وقال موسى # لقومه: {يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم مالم يؤت أحدا من العالمين}[المائدة: ٢٠]، فكان بنو إسرائيل - وهم قبيلة واحدة وبنو أب - مفضلين على قبائل بني آدم في الزمن الذي كانوا فيه؛ بنعمة الله عليهم؛ إذ جعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا؛ وأكرم بني إسرائيل أتقاهم، كما قال الله ø.
  وإنما فسرت لك تأول الناس هذه الآية - لتعلم أن الله جعل لذرية محمد ÷ ولقومه الفضل به، حين بعث الله منها النبي ÷، وأنزل الكتاب عليه؛ وأكرمهم عند الله أتقاهم كما قال الله ø ... (إلى آخر كلامه #)
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قوله ø: {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}: ما الشعوب، والقبائل؟
  قال أحمد بن يحيى ª: أما القبائل فهي: قبائل العرب، وبطون العرب، وأفخاذ العرب، ورؤوس العرب، كل ذلك شيء واحد؛ تقول العرب: «نزلت في موضع كذا وكذا رأس بني فلان من بني فلان»، تريد: قبيلة، وقال ذو الرمة في نحو ذلك يصف الإبل: