تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص 36 إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد 37}

صفحة 30 - الجزء 3

· قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ٣٦ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}⁣[ق: ٣٦ - ٣٧]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن}، إلى قوله: {وهو شهيد ٣٧

  فقال: معنى {نقبوا} هو: ركضوا فهربوا؛ خوفا من العذاب، فلم يفدهم ذلك، ولحقتهم من الله النقم والمهالك. معنى قوله: {هل من محيص} هو: هل وجدوا من الله محيصا، ومعنى: {محيص} فهو: مهرب وملجأ يحيصون إليه، أو يرغبون إليه، أو يلجؤون نحوه. {لذكرى}، يقول: تذكرة وعبرة. {لمن كان له قلب}، أي: من كانت له فكرة ونظر، واستعمال للتمييز بعقله إذا فكر. معنا: {ألقى السمع} فهو: ألقى بالطاعة إلى الله ورسوله، فسمع لأمر الله وأطاع، وكان لأحكام الله ذا قبول واتباع. {وهو شهيد}، يقول: شاهد لله بالحق، قائل فيه بالصدق، يشهد أن ما جاء به نبيه من الله، وأنه أنزل بأمر الله، وأنه من عند الله.