تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر 1 وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر 2 وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر 3 ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر 4 حكمة بالغة فما تغن النذر 5 فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر 6 خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر 7 مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر 8}

صفحة 63 - الجزء 3

  أهواءهم}، يقولوا: كذبوا واتبعوا أهواءهم، يقول: كذبوا بالآيات، واتبعوا في ذلك ما يهوون من الباطل. {وكل أمر مستقر}، يقول: كل أمر يكون منهم فهو مستقر عندنا، حتى نجازيهم غدا عليه، ونوفيهم ما كان من وعدنا فيه، ومعنى: {مستقر} فهو: محفوظ بائن، لا ينسى ولا يضل. {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر}، يقول: قد جاءهم من الأخبار والآيات الصادقات، والدلائل الباهرات - ما فيه زجرهم، عما هم عليه، ومعنى زجرهم فهو: نهاهم ومنعهم عما هم فيه من باطلهم. {حكمة بالغة فما تغن النذر}، يقول: آيات محكمة، ودلائل كافية بالغة. {فما تغن النذر}، يقول: ما يردعهم الرسل عند ذلك، والنذر هنا فهي: إنذار الرسل لهم، وبعثها بذلك من الله سبحانه. {فتول عنهم}، يقول: دعهم إذ لم يقبلوا، وأعرض عنهم؛ إذ لم يطيعوا. ثم ابتدأ سبحانه الخبر، فقال: {يوم يدع الداع إلى شيء نكر}، معنى ذلك: ستعلمون يوم يدع الداع لشيء نكر، والنكر فهو: الأمر المنكر الذي ينكرونه، حتى يعاينوه ويفزعهم حين يرونه. {خشعا أبصارهم}، معنى: {خشعا} فهي: مغضوضة لا يرفعون رؤوسهم، ولا يمدون أبصارهم أمامهم، من الفزع والخوف، والإيقان بالبلاء العظيم. {يخرجون من الأجداث}، فالأجداث هي: القبور. {كأنهم جراد منتشر}، فشبههم في كثرتهم، بالجراد المنتشر، وهو: الكثير المعروف. {مهطعين إلى الداع}، معنى: {مهطعين} فهم: تابعون مسرعون إلى نحو الداعي، والداعي فهو: الذي يدعوهم إلى موضع الحشر، ويأمرهم بالمصير إليه. {يقول الكافرون هذا يوم عسر}، ومعنى: {هذا يوم عسر}، أي: عسر لدينا، شديد علينا؛ إذ حق وعد الله فينا.