قوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}
  يقول تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم}، يعني: من خير أموالكم وأزكاها وأحلها، ولا تنفقوا مما تبغضون من حرامها وخبيثها، ولو أعطيتم ذلك لم تأخذوه من غيركم، {إلا أن تغمضوا فيه}: إلا أن تتكارهوا عليه؛ فافهموا ثم افهموا رحمكم الله.
  ثم أخبر سبحانه: أن الذي يمنعهم إن امتنعوا من مواساة إخوانهم، وترك القليل الذي لا يجدون فقده ولا مسه من أموالهم: أن الشيطان يخوفهم، ويعدهم الفقر، ويأمرهم بالفحشاء والسوء من البخل، والله هو سبحانه يعدهم إذا أنفقوا مغفرة منه وفضلا، والله واسع عليم.
  (إلى آخر كلامه #).
  · قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[البقرة: من آية ٢٧٢]
  قال في مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي فسرها الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}؟
  والمعنى في هذه الآية والأولى(١) واحد، وإن اختلف التفسير؛ ومعناها: أنه يخبر سبحانه أنه لم يفترض عليه قسر قلوبهم على الهدى وجبرها، حتى تكون مخلصة في أعمالها، كما افترض عليه قسر ألسنتهم على التكلم بالإيمان والنطق به،
(١) يعني بقوله: «والأولى» الآية التي سئل عنها قبل هذه الآية، وهي قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.