تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}

صفحة 131 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس}⁣[البقرة: ٢٧٥]

  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألت: عمن {يتخبطه الشيطان من المس}⁣[البقرة: ٢٧٥]، وما المس؟

  فالمس هو: اللمم، واللمم فهو: الجنون.

  وأما ما سألت عنه من التخبط، فما يعرف من: خبط المتخبط، وهو: الغشيان من خارج لا من داخل ...

  (إلى أن قال:)

  وإنما مثل الله أكلة الربا؛ إذ مثلوا رباهم، وما حرم الله عليهم من الربا ونهاهم - بالبيع الذي فيه إرباء⁣(⁣١)، وإنما هو: أخذ بالتراضي وإعطاء، فقالوا: {إنما البيع مثل الربا}⁣[البقرة: ٢٧٥]، شبهوا ما لم يجعل الله متشابها؛ فشبهوا الحرام بالحلال، والهدى فيه بالضلال، فمثلهم الله في ذلك؛ لما هم عليه من الجهل - بمن يعرفون أنه عندهم أنقص أهل النقص، من أهل الجنون والخبل.

  وفي مجموع الإمام المرتضى بن الهادي @ عند ذكره هذه الآية - ذَكر جواب جده القاسم بن إبراهيم #، المتقدم ذكره.

  وفي كتاب مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني #، وقد ذكر هذه الآية ما لفظه:

  هذا مثل ضربه الله لمن يعمل بالربا - بالموسوس وخبله؛ إذ لم ينتفع ولم يزدجر عن الحرام بما ركب الله من عقله، والمس فهو: الجنون، وإنما خاطبهم الله


(١) قوله: «بالبيع الذي فيه إرباء» لعله: بالبيع الذي ليس فيه إرباء. (جامعه)