تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {كراما كاتبين 11 يعلمون ما تفعلون 12}

صفحة 380 - الجزء 3

  هم فيه من النعيم، والكافرون فغير مفارقين أبدا لما هم فيه من العذاب الأليم؛ لأنهم لو فقدوه طرفة عين كانوا عنه غائبين، وخبر الله في أنهم [عنه] غير غائبين - خبر صدق وحق ويقين.

  يقول الله سبحانه على عظيم يوم الدين دالا موقفا، ولكبر أمره معرفا: {وما أدراك ما يوم الدين ١٧ ثم ما أدراك ما يوم الدين ١٨}، وقد قلنا قبل هذا: إن الله سبحانه إذ قال لنبيئه - مع ما جعل له من قوة العلم في أمره -، في شيء يخبره عنه: {وما أدراك ما} كذا؟ فإنما يدله على كبره، وقد لا يكتفي بذكر {ما أدراك} مرة واحدة، حتى قال ذلك مؤكدا ومكررا، ومرددا ثانية: {ثم ما أدراك ما يوم الدين ١٨}؛ تنبيها منه على فهم ذلك اليوم، وما له من الكبر والعظم؛ لأن الله العظيم الجليل الأعظم لا يستعظم إلا عظيما، ولا يذكر بالكبر والتكبير إلا كبيرا؛ ومتى ما قال تبارك وتعالى: «وما أدراك ... ثم ما أدراك» فهذا فهو: في غاية التوكيد والإفهام لنبيه، على ما ينبغي من الإكبار ليوم الدين والإعظام. وكذلك إذا قال الله سبحانه لنبيئه #: «وما أدراك ... ثم ما أدراك» في شيء من عجيب آياته وأمره - فليعلم من سمع ذلك، حيث كان من القرآن: أنه لعظم المذكور وكبره وقدره.

  يقول الله سبحانه، وهو يخبر عن هذا اليوم الأكبر المذكور الأعظم: {يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ١٩}، وهذا اليوم [هو: اليوم] الذي الأمر فيه والملك لله وحده، لا ينفع فيه ولد والدا، ولا والد ولدا.

  فنستعين بالله على أخذ العدة له من طاعته، والتزود إليه خير الزاد، من تقواه وخشيته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونستغفر الله الرحمن الرحيم.