تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وسيدا وحصورا}

صفحة 158 - الجزء 1

  هي أنفسها؛ ألا ترى أنه إنما يحاسب من صرف رزق الله في الحرام دون الحلال، لا من صرف رزقه في الحلال دون الحرام، ولو كانت المحاسبة منه تقع على الأموال أنفسها - لكان الحساب يقع على المنفق لها في الطاعة، والمنفق لها في المعصية؛ فمن صرف رزق الله في ما رزقه إياه - كان له غير محاسب له عليه؛ ألا تسمع كيف يقول الله سبحانه لنبيه سليمان #: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}، يقول: غير مسؤول ولا محاسب.

  وقد يخرج معنى قوله: {بغير حساب} على معنى آخر: رزقه من يرزق من عباده: ليس من شيء عنده مجموع، معد لذلك مصنوع، يخرج منه أجزاء محسوبة من أجزاء، و تبقى منه أجزاء؛ فأصله عن أجزاء؛ فأخبر أن رزقه من سعة لا تحصى، وأنه إذا شاء أن يعطي عباده أعطى؛ ولو كان يرزق من شيء مجموع - لكانت أرزاقه تنقص؛ إذ أصلها الذي يخرجها منه - تنقص بخروجها منه، فتبارك الله رب العالمين، وتقدس أكرم الأكرمين.

  · قوله تعالى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا}⁣[آل عمران: من آية ٣٩]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:

  وسألت عن: قول الله سبحانه في يحيى ~، فقلت: ما معنى الحصور حين يقول: {وسيدا وحصورا

  قال محمد بن يحيى #: الحصور فهو: الذي حصر نفسه عن النساء، فكان صلى الله عليه هو الذي قد حصر نفسه عن ذلك، وقد يروى عن النبي ÷ أنه قال: «لا حصر بعد يحيى، ولا سياحة بعد عيسى، ومن رغب عن سنتي فليس مني؛ عليكم بالمساجد».