سورة البينة
  {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ٧ جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ٨}:
  فمن آمن فهم: المؤمنون من كبائر العصيان، والذين لا يخافون على ارتكاب زور ولا بهتان، ما ثبت لهم أبدا اسم الإيمان، وحكم أهل الهدى والبر والإحسان. والصالحات من الأعمال فهي: كل صالح عند الله من قول أو أفعال.
  وجزاؤهم هو: ثوابهم من الله وعطاؤهم. وتأويل {جنات عدن} هو: جنات مستقر وأمن. وتأويل {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} هو: رضاء الله سبحانه لهم. {ورضوا عنه} فتأويل رضاهم فهو: بما أعطاهم وجزاهم؛ بأنهم لم يزالوا راضين عنه جل ثناؤه في دنياهم، قبل مصيرهم إلى ما صاروا. ثم أخبر سبحانه: لمن جعل جزاءه، فقال: {ذلك لمن خشي ربه ٨}، يعني: لمن خافه واتقاه؛ فأخبر ﷻ: أنه جعل لأهل التقوى الكرامة والرضى، والارتضاء في المعاد والمأوى. وتأويل: {خالدين فيها} فهو: بقاؤهم أبدا، بعد المصير إليها.