سورة الزلزلة
  وتخلت ٤}[الانشقاق]، تأويل ذلك: أوحشت الأرض من أهلها وأخلت، فنشر موتاها نشرا، وحشر الموتى إلى الموقف حشرا.
  وعند ذلك من حالها، وما يخرج من أثقالها - يقول {الإنسان} - والإنسان هو: الناس كلهم، عندما يرون من زلزالها، وإخراجها لما كان فيها من أثقالها -: ما للأرض وما شأنها؟
  فتحدث الأرض حينئذ بخبرها أعيانها: بأن الله سبحانه قد {أوحى لها ٥}، فقطع مدتها وأجلها، فحان فناؤها، وانقطع بقاؤها.
  فـ {يومئذ يصدر الناس} - كما قال الله سبحانه -: {أشتاتا ليروا أعمالهم ٦}. وتأويل {أشتاتا} هو: يصدرون عن موردهم في حشرهم صدرا أشتاتا متفاوتا: فريق في الجنة، وفريق في السعير، خالدا كل فريق منهم فيما صار إليه من مصير.
  فيرى كل من عمل مثقال ذرة من خير وشر - ما قدم لنفسه من عمل في فجور أو بر، كما قال سبحانه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ٧ ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ٨}، فتأويل «يراه» فهو: يجزاه.