قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 77}
  وقال في مجموع الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  قول الله سبحانه: {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة}، ليس يريد بذلك: أنه يدركهم ولا يراهم، وإنما يخبرهم سبحانه عن هوانهم عليه، واطراحه لهم، وأنه لا ينظر إليهم بثواب ولا رحمة، وأنه يزيل عنهم ذلك اليوم كل رضا وكل نعمة ... (إلى آخر كلامه #).
  وقال في كتاب الأحكام بعد ذكره هذه الآية:
  وقوله تبارك وتعالى: {لا خلاق لهم في الآخرة} فهو: لا نصيب لهم في ثواب الله في الآخرة.
  وأما قوله: {لا يكلمهم الله} فمعناها: لا يبشرهم الله برحمته، ولا يخصهم بمغفرته، ولا ينظر إليهم بنعمته.
  وأما قوله: {ولا يزكيهم} فهو: لا يحكم لهم بتزكية، ولا يختم لهم برحمة ولا بركة، ولا يجعلهم في حكمه من الزاكين، ولا عنده من الفائزين.
  قال: وهذه الآية نزلت في رجل حلف لرجل عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمينا فاجرة باطلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من حلف على مال أخيه فاقتطعه ظالما لقي الله يوم القيامة وهو معرض عنه».
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {ولا ينظر إليهم يوم القيامة}، فقلت: ما معنى النظر في هذا الموضع؟
  قال أحمد بن يحيى ~: النظر على ثلاثة أوجه: نظر البصر، وذلك لا يجوز على الله تبارك وتعالى، ونظر العلم والذكر، ونظر العطف كقول الرجل للرجل: «أنظر إلي نظر الله إليك»، أي: أحسن إلي أحسن الله إليك، ونظر