تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين 108}

صفحة 177 - الجزء 1

  الكفار من لم يكن مؤمنا قط في دنياه، ولم يزل على كفره فيها وعماه؛ فكيف يقول لأولئك: {أكفرتم بعد إيمانكم}⁣[آل عمران: ١٠٦]؟! أليس هذا عندك من أزور الزور، وأبهت البهتان؟!

  وابيضاض الوجوه هنالك فإنما هو: سرورها وبهجتها، واسوداد الوجوه إنما هو: حزنها وحسرتها؛ والقول في هذا يومئذ من القائلين فإنما هو: لمن كفر بعد إيمانه برب العالمين.

  · قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}⁣[آل عمران: ١٠٨]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين

  قال محمد بن يحيى #: الآيات فهي: ما أنزل الله سبحانه من كتابه، وما جعل الله فيه من آياته ودلائله، التي توجب الطاعة، وتذهب المعصية، ويتم بها من الله على عباده النعمة، آيات حق، ومثبتات لصدق، مع رسول أمين، مقرب عند ذي العرش مكين، مستودع من أخبار الأولين والآخرين، مع علم ما سيكون في يوم الدين، والآيات التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله تشهد على نبوته، وتفلج خصمه، وتقيم الحجة له؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه في أول العشر: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}، فكل هذه آيات وتبصرة، وهداية للحق وتذكرة.