تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 185}

صفحة 200 - الجزء 1

  كما فعل أبناء آدم في قربانهما، فتقبل الله من أحدهما، ولم يتقبل من الآخر.

  وقد قيل: إن الكبش الذي فدى الله به إسماعيل # هو: قربان ابن آدم؛ أنزله الله على إبراهيم صلى الله عليه.

  والله أعلم كيف كان ذلك، فسبحانه العادل في حكمه، المنصف لخلقه، المتعطف عليهم، المنعم بالإحسان إليهم؛ ولكن الخلق في فعلهم كما ذكر عنهم حين يقول: {وقليل من عبادي الشكور}.

  · قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}⁣[آل عمران: ١٨٥]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}، فقلت: هل في ذلك متعلق لمن يزعم: أن أهل النار يخرجون منها، ثم يدخلون الجنة؟

  قال محمد بن يحيى #: وأي تعلق - يرحمك الله - في ذلك لأحد، أو ما فيه من الدليل على خروجهم من النار إلى الجنة؟! وكيف يزحزح منها من كان من أهلها، فصار بحكم الله فيها، ووصل بقبيح فعله إليها، ووقع في أليم العذاب، وصار بذلك إلى شر مآب؟!

  وإنما المعنى في قوله: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة} فهو: أبعد من النار، وأزيح عنها، وأزلف الجنة، وأدخل فيها، فأصبح من المؤمنين، وعند الله سبحانه من المقربين، {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}، بعد من الراحة والسرور، والنعمة والحبور - أهل الآثام والشرور، المتقحمون في المعصية، التاركون للطاعة، الكفرة الأشرار، المصيرون إلى شر دار، جهنم يصلونها فبئس