تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا 83}

صفحة 248 - الجزء 1

  مبين؛ فإذا كانوا كذلك، وقاموا في درجة الفهم عن الله - ثبت الله قلوبهم بتأييده، وأمدهم بمعونته، وعصمهم من الزيغ والشبهة بعصمته.

  وقال # في موضع آخر:

  المستنبط للعلم هو: الكامل الذي إذا أوردت مسألة نظر فيها، وردها إلى أصولها، ثم أفتى بالحق المتعلق بها ... (إلى آخر كلامه #)

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، في سياق كلام، بعد ذكره للآية ما لفظه:

  أخبر سبحانه: أنهم لو ردوا ما يجهلون علمه، ولا ينالون فهمه إلى الله، بالتسليم له في حكمه، وإلى الرسول في معلوم علمه، وإلى الأئمة من عترته فيما التبس من ملتبسه، واشتبه على الأمة من متشابهه - لوجدوه عند الله في كتابه مثبتا، وفي سنة رسوله التي جاء بها عن الله مبينا، وعند الأئمة من عترته صلى الله عليه نيرا بينا.

  ثم أخبر سبحانه: أنه لولا فضل الله على الخلق، بإظهار من أظهر لهم من خيرته، وتولية من ولى عليهم من صفوته - إذا لاتبعوا الشيطان في إغوائه، ولشاركوه في غيه وضلاله؛ فامتن عليهم سبحانه بأئمة هادين مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، صفوة الله من العالمين، وخيرته من المخلوقين، نور الأمة، وسراج الظلم المدلهمة، ورعاء البرية، وضياء الحكمة، ومعدن العصمة، وموضع الحكمة، وثبات الحجة، ومختلف الملائكة؛ اختارهم الله على علمه، وقدمهم على جميع خلقه؛ علما منه سبحانه بفضلهم، وتقديسا لهم على غيرهم ... (إلى آخر كلامه #)