تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}

صفحة 277 - الجزء 1

  عليه: أن يريهم الله جهرة؛ فأنزل الله سبحانه عليهم الصاعقة، فأهلكتهم بظلمهم، وشدة كفرهم، وما طلبوه من محال مسألتهم، وعظيم فريتهم؛ فسبحان الذي لا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الأقطار، ولا تحده الفكر، ولا يلحقه النظر.

  ثم قص ø ما كان من فعل بني إسرائيل وحربهم؛ إخبارا لمحمد صلى الله عليه وللمؤمنين بما كان عليه أولئك من شرارتهم، وقلة إنصافهم، وبعداوتهم وشدة كفرهم، وهم يرون الآيات العظام؛ فلا يرجعون، ولا بها ساعة يتعظون، ولا إلى الله سبحانه من جهلهم يستفيقون؛ فأخبرهم سبحانه: أن هؤلاء الذين تشاهدون، وبالمعاينة تنظرون - هم من أولئك الذين قد غابوا عنهم، يحتذون بفعلهم، ويسيرون بسيرتهم؛ أهل جهل وضلال، وباطل وإيغال، وكفر ومحال.

  ثم ذكر سبحانه: اتخاذهم العجل، بعد أن أنقذهم من آل فرعون، وما أبان لهم في ذلك من اللطف والعون، وما رأوا من الآيات العظام، من انفلاق البحر لهم طرقا، ومسيرهم فرقا، في قعره يبسا جددا؛ فلم ينتفعوا بذلك إذ عاينوه، ولم يرجعوا عن عبادة العجل ولم يرفضوه؛ فكان هذا ذما لهم، وتبيينا لعوارهم، وتوقيفا على كفرهم.

  وقلت: كيف اتخذوا العجل من بعد أن أخذتهم الصاعقة؟

  قال: قد أخبر الله سبحانه بحياتهم، وبعثهم بعد موتهم، فقال: {وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ٥٥ ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون}⁣[البقرة: ٥٥ - ٥٦].

  · قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}⁣[النساء: ١٥٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #: