قوله تعالى: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا 159}
  أن جحده أهل الكتاب وأنكروا أن تكون صفته في كتابهم، وإيجاب تصديقه وطاعته عليهم، قالت قريش: يا محمد ائتنا بمن يشهد على صدقك؛ فإن أهل الكتاب قد جحدوك وما جئت به، يعنون: اليهود والنصارى؛ فاحتج بذلك المشركون من قريش ومن كان معهم، وأبطلوا أن يكون ما جاء به محمد # من الله، فأخبر سبحانه بإكذابهم، وشهد بالصدق لرسوله بقوله: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون}، فكانوا À يشهدون على أنه من الله، فكانت الملائكة مجمعة على التصديق، وليس منهم مخالف، ولا عن الحق معاند.
  · قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ١٥٩}[النساء: ١٥٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته}؟
  وهذا فإخبار عن عيسى بن مريم صلى الله عليه وعن أهل الكتاب، الذين كفروا به من اليهود والنصارى، وقد قيل: إنه صلى الله عليه حي إلى ساعة الناس هذه، وأنه يصلي ورآء المهدي، ويظهر، ويأمر وينهى، ويؤمن به جميع أهل الكتاب، ثم يموت من بعد ذلك #، {ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا}، فهو: شهيد عليهم بما ألقى إليهم، وأمرهم به وأدى إليهم، من كتاب الله وأمره ونهيه، فخالفوا إلى غيره، وكفروا به. ومما يشهد به عليهم يوم القيامة صلى الله عليه، فيما أدى إليهم عن الله سبحانه، من ذكر من محمد صلى الله عليه، والتبشير به والإخبار بصفته ووقته، وما أمرهم به عن الله من طاعته، فخالفوا ذلك كله،