تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين 23}

صفحة 312 - الجزء 1

  يتكبدون بطون الأودية والفيافي والقفار، فلما أن لم يهتدوا لقصدهم، ولم يعرفوا الطريق التي يؤمون في سيرهم - قيل: يتيهون؛ لتحيرهم عما يريدون.

  وقلت: ما كان طعامهم وشرابهم؟

  وقد تقدم تفسير ذلك في أول مسائلك.

  وقلت: ما كانت الحجة في الفترات على الأمم؟

  والحجة عليهم: فالتمسك بدين النبي الذي بعثه الله إلى أولهم، والإقرار به؛ فهو عليهم حجة إلى ظهور مرسل من بعده إليهم؛ فكان موسى # في عصره حجة على أهل دهره، وكان القيام بدينه عليهم واجبا، وفرضا من الله سبحانه لهم لازما، إلى أن بعث الله عيسى بن مريم #، ثم كان عيسى حجة حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله، فختم به النبيين، وبعثه إلى جميع العالمين، وجعل دينه أفضل الأديان، مفروضا على جميع المربوبين إلى يوم الدين، وحشر العالمين، وكانت بين المرسلين فترات قد فسرناها في أول كلامنا.

  وقلت: هل كان للأنبياء أوصياء؟

  وكذلك كان الأمر فيهم، كانت الأنبياء لم يزل لهم الأوصياء À، حتى لم يمت نبي إلا وله وصي، يقوم بدينه وبتعليم أمته، ويأمر فيهم بالتقوى، ويجنبهم عن الردى، ويبين لهم طريق الهدى، فمنهم من يتبع أمره، ومنهم من يصد عن سبيله، ويخالف حكمه؛ وذلك فعل الأشقياء، الظلمة الجهلاء بالدين، إخوان المنافقين، وأتباع الجائرين؛ وأشباه أولئك الآن: فموجودون في الأرض، يحذون أفعالهم، ويتبعون آثارهم؛ عجل الله سريعا إهلاكهم.