تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40 وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 37 - الجزء 1

  الأعمال أشرف شرفا وأجل قدرا من عمل يشتغل العبد فيه من الدنيا ودنسها، ويقبل في صلاته على الخضوع لله، صامدا لخالقه، وربه ذاكرا.

  (إلى آخر كلامه # في الحث على الصلاة.)

  وفي كتاب مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {واستعينوا بالصبر والصلاة}.

  قال محمد بن يحيى #: هذا أمر من الله تبارك وتعالى للمؤمنين بالاستعانة بالصبر والصلاة، وتعريف لهم، ودلالة له على ما فيه صلاحهم، والاستعانة قد تكون على أمر الدنيا، وأمر الآخرة، فمن ذلك ما في العاجلة من الأمر والنهي، وما وعد الله به أهل طاعته من العون لهم عند الإقبال إليه، والتمسك بحبله، والاعتصام بأمره، وفي ذلك ما يقول جل ثناؤه: {إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر}؛ فكذلك المواظبة على طاعة الله سبحانه زاجرة عن معصيته، ذائدة عن مخالفته، وفي الآخرة لهم من الثواب والعطاء، والمجازاة لمن آمن واهتدى، وكان ذلك لهم معينا على آخرتهم، مؤديا إلى دار ثوابهم؛ فكانت الصلاة عونا على الأمر في الآخرة، وطريقا إلى الجنة ونجاة من الهلكة، وطاعة للرحمن، بما أمر به في واضح الفرقان، والصبر فهو: باب ينال به الثواب، ولم يلحق عمل إلا به؛ ومن لم يصبر على طاعة الله فقد خرج بلا شك من رضى الله، وفي ذلك ما يقول سبحانه: {والعصر وإن الإنسان لفي خسر}؛ فأجملهم جميعا في الخسر، ثم استثنى ø، فقال: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}؛ فأخرجهم من الخسران، ثم قال سبحانه: {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}؛ فأمرهم سبحانه عند التواصي بالحق والقيام به: أن يتواصوا بالصبر على المحن والشدائد التي تنزل بهم عند قيامهم بالحق، من الأذية فيه والشتيمة، والقتل والقتال، وما يحل بهم من أهل الفسق والآثام؛ لأن من لم يكن له صبر في ذلك انفكت نيته،